أسيد الشاعر أباح النبي ﷺ دمه


 

كان أسيد شاعراً فأهدر النبي  دمه؛ قال ابن عباس: إن وفد بني عدي بن الدَّئِل قدموا على 

النبي  فيهم الحارث بن وهب، وعُوَيمر بن الأخرم، وحبيب وربيعة ابنا مسلمة، ومعهم رهط من 

قومهم، وطلبوا منه أن لا يقاتلوه، ولا يقاتلوا معه قريشاً، وتبرءوا إليه من أسيد بن أبي 

أناس، وقالوا: إنه قد نال منك، فأباح النبي  دمه، وبلغ أسيداً ذاك؛ فأتى الطائف، فلما كان عام 

الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف، فأخبر أسيداً بذلك، وأخذه وأتى به النبي  فجلس بين يديه 

وأسلم، فأمنه رسول الله  ومسح وجهه وصدره، فقال:

وأنتَ الفتى تهدِي معدّاً لدينها … بل الله يهديها وقال لك: اشهدِ

فما حَمَلت من ناقة فوق كُورها … أبرَّ وأوفى ذمةً من محمدِ

وأكسى لِبُرْد الخال قبل ابتذاله … وأعطى لرأس السابق المتجردِ

تعلَّمْ رسول الله أنك قادرٌ … على كل حيّ مُتْهمِين ومنجدِ

تعلم بأن الركب ركبَ عُويمرٍ … هم الكاذبون المخلفو كلِّ موعدِ

أنَبَّوا رسول الله أن قد هجوته؟ … فلا رفعت سوطي إليَّ إذنْ يدي

سوى أنني قد قلت: ويل أمِّ فتيةٍ … أصيبوا بنحس لا بطَلْقٍ وأسعدِ

وهي أكثر من هذا.

فلما أنشده:

وأنت الفتى تهدي معداً لدينها

قال رسول الله : (بل الله يهديها) قال الشاعر:

بل الله يهديها وقال لك أشهد.


كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة - ت الرفاعي

إرسال تعليق

تعليقك لنا ونقدك تصحيح لأخطائنا

أحدث أقدم

نموذج الاتصال